فصل: قاطع بن سارق

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


باب القاف

باب القاف والألف

قارب بن السود

قارب بن الأسود بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي، وهو ابن أي عروة بن مسعود‏.‏

وقال أبو عمر‏:‏ قارب بن عبد الله بن الأسود بن مسعود‏.‏

وقال ابن منده‏:‏ قارب النميمي‏.‏ لم يزد على هذا‏.‏ ورووا كلهم له حديث ‏"‏رحم الله المحلفين‏"‏‏.‏

روى الحميدي، عن أبي عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن وهب بن عبد الله بن قارب- أو مأرب- على الشك- عن أبيه، عن جده حديث المحلفين‏.‏

وغير الحميدي يرويه قارب، من غير شك، وهو الصواب، فإن قارباً من وجوه ثقيف معروف مشهور، وكانت معه راية الأحلاف لما حاربوا النبي صلى الله عليه وسلم في حصار ثقيف وحنين‏.‏

والأحلاف أحد قبيلتي ثقيف، فإن ثقيفاً قسمان، أحدهما‏:‏ بنو مالك، والثاني‏:‏ الأحلاف‏.‏

وقد استقصينا ذلك في كتاب ‏"‏اللباب في تهذيب الأنساب‏"‏‏.‏

ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

 أنبأنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال‏:‏ وقد كان أبو مليح بن عروة بن مسعود، وقارب بن الأسود قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفد ثقيف، حين قتلوا عروة بن مسعود يريدان فراق ثقيف وأن لا يجامعوهم على شيء أبداً، فأسلما، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏توليا من شئتما‏"‏‏.‏ فقالا‏:‏ نتولى الله ورسوله‏.‏ فلما أسلمت ثقيف، ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان والمغيرة إلى هدم الطاغية سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو المليح بن عروة بن مسعود أن يقضي عن أبيه عروة ديناً كان عليه، فقال‏:‏ نعم‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الأسود مات وهو مشرك‏"‏‏.‏ فقال قارب‏:‏ لكن تصل مسلماً ذا قرابة، يعني نفسه، إنما الدين علي وأنا الذي أطلب به‏.‏ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان أن يقضي دينهما من مال الطاغية‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏ وأخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده فقال‏:‏ قارب بن الأسود بن مسعود الثقفي، أورده الحافظ أبو عبد الله ‏"‏قارباً التميمي‏"‏ وهذا ثقفي مشهور، ولم يذكر التميمي غير أبي عبد الله، فإن كان هو ذاك فقد وهم في نسبه، وإلا فهو غيره‏.‏

وقال البخاري‏:‏ قارب بن الأسود، مولى ثعلبة بن يربوع، وقال غيره‏:‏ يقال ‏"‏مارب‏"‏‏.‏

وقال عبدان‏.‏ كانت راية الأحلاف مع قارب بن الأسود يوم أوطاس، فلما انهزم المشركون أسندها إلى شجرة وهرب هو وبنو عمه وقومه من الأحلاف‏.‏ وذكر أيضاً مسير قارب مع أبي سفيان إلى الطائف لهدم الطاغية‏.‏

قلت‏:‏ لا وجه لإخراج أبي موسى هذا، فإنه لم يأخذ على ابن منده أو هامه في جميع كتابه، وإنما يستدرك عليه ما يفوته إخراجه، وهذا وهم فيه ابن منده بقوله ‏"‏تميمي‏"‏ فإنه مشهور النفس والنسب، والحديث واحد، والإسناد واحد، ولا شك أن بعض رواته صحف فيه، فإن التميمي يشتبه بالثقفي، وهو هو، والله أعلم‏.‏

القاسم الأنصاري

القاسم الأنصاري‏.‏ له ذكر في حديث جابر‏.‏ روى الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال‏:‏ ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم، فقالت الأنصار‏:‏ لا نكنيك أبا القاسم‏.‏ فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم أقسم بينكم‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

القاسم مولى أبي بكر الصديق

القاسم، مولى أبي بكر الصديق‏.‏ له صحبة ورواية، ذكره البغوي، ويحيى بن يونس، وجعفر المستغفري هكذا‏.‏ والأشهر فيه أبو القاسم، قاله أبو موسى‏.‏ وروى بإسناده عن مطرف بن طريف، عن أبي الجهم مولى البراء، عن القاسم مولى أبي بكر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يربن مسجدنا حتى يذهب ريحه‏"‏‏.‏

أخرجه أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى‏.‏

القاسم بن الربيع

القاسم بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس، أبو العاص‏.‏ صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه على ابنته زينب‏.‏ اختلف في اسمه فقيل‏:‏ لقيط، وقيل‏:‏ القاسم‏.‏

روى الزبير بن بكار، عن محمد بن الضحاك، عن أبيه قال‏:‏ اسم أبي العاص بن الربيع القاسم- قال الزبير‏:‏ وذلك أثبت في اسمه‏.‏

توفي سنة اثنتي عشرة، ويرد ذكره في الكنى إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى‏.‏

القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم

القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ روى معمر، عن الزهري قال‏:‏ ولبث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خديجة حتى ولدت له بعض بنانه، وكن له القاسم، وقد زعم بعض العلماء أنها ولدت غلاماً اسمه الطاهر‏.‏ وقال ابن عباس‏:‏ إن خديجة ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلامين‏:‏ القاسم وعبد الله‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ لا أعلم أحداً من متقدمينا ذكر القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحابة، وذلك أن القاسم بكر ولده، وبه كان يكنى أبا القاسم، وهو أول ميت من ولده بمكة، قال مجاهد‏:‏ مات وله سبعة أيام‏.‏ وقال الزهري‏:‏ مات وهو ابن سنتين، وقال قتادة‏:‏ عاش حتى مشى، والقاسم إنما يذكر في أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا في الصحابة، ولا خلاف أن الذكور من أولاده صلى الله عليه وسلم تقدموا عليه‏.‏ وأكثر الناس على أن موته قبل الدعوة‏.‏

 وروى يونس بن بكير، عن أبي عبد الله الجعفي هو جابر، عن محمد بن علي قال‏:‏ كان القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ أن يركب الدابة، ويسير على النجيبة فلما قبضه الله تعالى، قال عمرو بن العاص‏:‏ لقد أصبح محمد أبتر‏:‏ فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنا أعطيناك الكوثر‏}‏‏.‏ عوضاً يا محمد عن مصيبتك بالقاسم، ‏{‏فصل لربك وانحر‏}‏‏.‏

وهذا يدل على أن القاسم توفي بعد أن أوحى الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

القاسم أبو عبد الرحمن

القاسم أبو عبد الرحمن‏.‏ مولى معاوية‏.‏ أورده عبدان في الصحابة‏.‏ روى داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن ثابت، عن القاسم مولى معاوية‏:‏ أنه ضرب رجلاً يوم أحد وقال‏:‏ خذها وأنا الغلام الفارسي‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما منعك أن تقول ‏"‏الأنصاري‏"‏، وأنت منهم، وإن مولى القوم منهم‏"‏?‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قلت‏:‏ رأيت في النسخ التي نقلت منها لما ذكر ‏"‏القاسم مولى معاوية‏"‏ كتب النساخ فيها بعد معاوية رضي الله عنه، ظناً منهم أنه معاوية بن أبي سفيان، أو غيره ممن اسمه معاوية وله صحبة، والذي أظنه أنه مولى معاوية بن مالك بن عوف، بطن من الأنصار، ثم من الأوس، وسياق الحديث يدل عليه، والله أعلم‏.‏

القاسم بن مخرمة القرشي

القاسم بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي، أخو قيس بن مخرمة‏.‏

أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأخيه الصلت مائة وسق من خيبر وأمهما بنت معمر بن أمية بن عامر من بني بياضة، وأم قيس أخيهما أم ولد‏.‏

أخرجه أبو عمر وقال‏:‏ لا اعلم للقاسم ولا للصلت رواية‏.‏

قاطع بن سارق

قاطع بن سارق أبو صفرة‏.‏ كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا صفرة‏.‏ روى حديثه محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة قال‏:‏ ذكر أبي عن آبائه‏:‏ أن أبا صفرة قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلة صفراء يسحبها خلفه ذراعين، وله طول ومنظر وجمال وفصاحة اللسان، فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم أعجبه ما رأى من جماله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أنت? قال‏:‏ أنا قاطع بن سارق بن ظالم بن عمرو بن شهاب بن مرة بن الهلقام بن الجلندي بن المستكبر بن الجلندي، الذي يأخذ كل سفينة عصباً، أنا ملك بن ملك‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏أنت أبو صفرة، دع عنك سارقاً وظالماً‏"‏‏!‏ فقال‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله حقاً حقاً إن لي لثمانية عشر ذكراً، وقد رزقت بأخرة بنتاً فسميتها صفرة‏.‏

وقد نسبه هشام بن الكلبي فقال‏:‏ أبو صفرة اسمه ظالم بن سراق بن صبيح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياً بن عامر ماء السماء‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

باب القاف والباء

قباث بن أشيم

قباث بن أشيم بن عامر بن الملوح بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي، من بلملوح‏.‏

وذكره أبو عمر فقال‏:‏ الكناني، ويقال‏:‏ الليثي، ويقال التميمي، والأكثر ينسه إلى كنانة، سكن دمشق‏.‏

وشهد بدراً مع المشركين، ثم أسلم فحسن إسلامه‏.‏ وكان قديم المولد، أدرك عبد شمس وعقل مجيء الفيل إلى مكة، ورأى روثه أخضر محيلاً‏.‏ ثم شهد اليرموك، وكان على إحدى المجنبتين، سأله عبد الملك بن مروان فقال‏:‏ أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم? فقال‏:‏ بل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني‏.‏ وأنا أسن منه‏.‏

روى أصبغ بن عبد العزيز، عن أنس، عن جده، عن سليمان بن أبي سليمان قال‏:‏ كان إسلام قباث بن أشم الليثي أن رجالاً من قومه، أو من غيرهم من العرب، أتوه فقالوا‏:‏ إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد خرج يدعو الناس إلى دين غير ديننا، فقام قباث حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخل عليه قال‏:‏ ‏"‏اجلس يا قباث‏:‏ أنت الذي قلت‏:‏ لو خرجت نساء قريش بأكمتها ردت محمداً وأصحابه‏"‏? قال قباث‏:‏ والذي بعثك بالحق ما تحرك به لساني، ولا ترمرمت به سفتاي، ولا سمعه أذناي، وما هو إلا شيء هجس في نفسي، اشهد أن لا إله إلا الله‏.‏ وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله، وأن ما جئت به حق‏.‏

روى عنه عامر بن زياد الليثي وغيره، ومن حديثه في فضل صلاة الجماعة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

 قلت‏:‏ قول أبي عمر‏:‏ ‏"‏قيل كناني، وقيل ليثي‏"‏‏.‏ هما واحد، فإن ليثاً بطن من كنانة‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ سمت العرب ‏"‏قباثاً‏"‏ ولا أعلم استقاقه، قال‏:‏ وسألت أبا حاتم عنه، فلم يعرفه‏.‏

قباث‏:‏ بضم القاف وبالباء الموحدة، وآخره ثاء مثلثة قاله ابن ماكولا، والصواب فتح القاف‏.‏

قبيصة بن الأسود الطائي

قبيصة بن الأسود بن عامر بن جوين بن عبد بن رضا بن قمران بن ثعلبة بن حبان بن ثعلبة- وهو جرم- بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي‏.‏

وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم قاله ابن الكلبي‏.‏

قبيصة البجلي

قبيصة البجلي‏.‏ حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف‏.‏

رواه هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن قبيصة قال‏:‏ كسف الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى ركعتين ثم قال‏:‏ ‏:‏إن هذه الآيات تخويف من الله، فإذا رأيتم شيئاً منها فصلوا كأحدث صلاة صليتموها‏"‏‏.‏

كذا رواه هشام، ورواه أنس وعباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر‏.‏ عن قبيصة بن مخارق‏.‏ فنسبه‏.‏

رواه هند بن عمرو عن قبيصة الهلالي‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

قال ابن منده‏:‏ حديث هشام وهم‏.‏ وقال أبو نعيم‏:‏ ذكره بعض المتأخرين، وهو عندي قبيصة بن مخارق الهلالي، والبجلي وهم‏.‏

قبيصة بن البراء

قبيصة بن البراء‏.‏ ذكر في الصحابة، ولا يثبت‏.‏ روى مجاهد بن جبر، عن قبيصة بن البراء أنه قال‏:‏ إذا خسف بأرض كذا وكذا، ظهر قوم يخضبون بالسواد لا ينظر الله إليهم- قال مجاهد‏:‏ فقد رأيت تلك الأرض خسف بها‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم وليس في الحديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قبيصة بن برمة

قبيصة بن برمة بن معاوية بن سفيان بن منقذ بن وهب بن عمير بن نصر بن قعين الأسدي‏.‏

نسبه أبو نعيم، واختلف في صحبته‏.‏ فقال بعض ولده‏.‏ له صحبة‏:‏ وقال أبو حاتم لا تصح صحبته‏.‏

روى عنه ابنه يزيد بن قبيصة أنه قال‏:‏ ‏"‏كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتته امرأة فقالت‏:‏ يا رسول الله، ادع الله لي، فإنه ليس يعيش لي ولد قال‏:‏ ‏"‏وكم مات لك‏"‏? قالت‏:‏ ثلاثة بنين‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏لقد احتظرت من النار بحظار شديد‏"‏‏.‏

رواه نصير بن عمير بن يزيد بن قبيصة بن برمة الأسدي، عن أبيه عمير، عن أبيه يزيد، عن جده قبيصة‏.‏

وروى عن قبيصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة‏"‏‏.‏

وقيل‏:‏ إن حديثه مرسل لأنه يروي عن ابن مسعود، والمغيرة بن شعبة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قبيصة بن جابر

قبيصة بن جابر‏.‏ قيل‏:‏ أدرك الجاهلية، وعداده في التابعين‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قبيصة بن الدمون

قبيصة بن الدمون بن عبيد بن مالك بن دهقل بن سني بن النعمان بن ذي ألم بن الصدف الصدفي‏.‏

بايع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه هميل بن الدمون وأنزلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فهم في ثقيف، ويقال‏:‏ إن الدمون بن عمرو، وهو عبد مالك بن معاوية بن عياض بن أسد بن مالك بن صبابة بن مالك بن ماجد بن جذام بن الصدف، والله أعلم‏.‏

قبيصة بن ذؤيب

قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم‏.‏

ذكر نسبه عند أبيه‏.‏ وهو خزاعي كعبي، يكنى أبا سعيد، وقيل‏:‏ أبو إسحاق‏.‏

ولد أول سنة من الهجرة، وقيل‏:‏ ولد عام الفتح‏.‏ روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث مراسيل، لا يصح سماعه منه‏.‏ وقيل‏:‏ أتي به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له‏.‏

روى عن أبي هريرة‏.‏ وأبي الدرداء، وزيد بن ثابت، وغيرهم من الصحابة‏.‏ روى عنه‏:‏ الزهري، ورجاء بن حيوة، ومكحول، وغيرهم‏.‏ وكان من علماء هذه الأمة، وكان على خاتم عبد الملك بن مروان‏.‏

أنبأنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بإسناده عن مسلم بن الحجاج قال‏:‏ حدثنا حرملة أخبرني ابن وهي، عن يونس، عن ابن شهاب‏:‏ أخبرني قبيصة بن ذؤيب الكعبي‏:‏ أنه سمع أبا هريرة يقول‏:‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أن يجمع الرجل بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها‏"‏‏.‏

وتوفي سنة ست وثمانين‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو موسى‏.‏

قبيصة بن شبرمة

 قبيصة بن شبرمة‏.‏ أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة روى نصير بن عمير بن يزيد بن قبيصة بن شبرمة قال‏:‏ سمعت شبرمة بن ليث بن حارثة يقول‏:‏ إنه سمع قبيصة بن شبرمة الأسدي يقول‏:‏ كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول‏:‏ ‏"‏أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قلت‏:‏ قد أخرج أبو نعيم هذا الحديث بهذا الإسناد في ترجمة ‏"‏قبيصة بن برمة‏"‏ وقد تقدم وأخرج ابن منده ‏"‏قبيصة بن برمة‏"‏، وذكر له موت الأولاد، فابن منده قد أخرجه، إن لم يذكر هذا الحديث، ولم تجر عادة أبي موسى أن يخرج من اختلف في اسم أبيه أو جده حتى يخرج هذا، ولو أخرج مثل هذا لطال كتابه، ولعل ‏"‏شبرمة‏"‏ غلط، من بعض النساخ، أةو أن يكون قد التصق شيء بالباء في برمة فظنه شيئاً، والله أعلم‏.‏

قبيصة بن المخارق

قبيصة بن المخارق بن عبد الله بن ضداد بن ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة العامري الهلالي‏.‏

عداده في أهل البصرة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم يكنى أبا بشر‏.‏

قال أبو العباس محمد بن يزيد‏:‏ لقبيصة صحبة‏.‏ روى عنه أبو عثمان النهدي، وأبو قلاقة، وابنه قطن بن قبيصة‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود بإسناده عن مسلم قال‏:‏ حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة، حدثنا حماد بن زيد، عن هارون بن رئاب، عن كنانة بن نعيم العدوي، عن قبيصة بن مخارق الهلالي أنه قال‏:‏ تحملت حمالة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال‏:‏ ‏"‏أقم حتى تأتينا الصدقة، فنأمر لك بها ثم قال‏:‏ يا قبيصة، إن الصدقة لا تحل إلا لأحد ثلاثة‏:‏ رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له الصدقة، حتى يصيب قواماً من عيش- أو قال‏:‏ سداداً من عيش- ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه‏:‏ لقد أصابت فلاناً فاقة فحلت له المسألة، حتى يصيب قواماً من عيش، وما سواهن من المسألة يا قبيصة فسحت‏"‏‏.‏

وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث‏:‏ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة الهلالي قال‏:‏ كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج فزعاً يجر ثوبه، وأنا معه يومئذ بالمدينة، فصلى ركعتين فأطال فيهما القيام، ثم انصرف، فانجلت، فقال‏:‏ ‏"‏إنما هذه الآيات يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتموها فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة‏"‏‏.‏

فهذا الحديث يؤيد قول من يقول إن نسبة قبيصة إلى بجيلة وهم، والصحيح أنه هلالي، وحديث مسلم يدل على أن العلالي هو ابن مخارق‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قبيصة بن وقاص

قبيصة بن وقاص السلمي‏.‏ له صحبة‏.‏ سكن البصرة‏.‏

روى أبو الوليد الطيالسي عن أبي هاشم صاحب الزعفران، عن صالح بن عبيد، عن قبيصة بن وقاص قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فهي لكم وعليهم، فصلوا معهم ما صلوا بكم الصلاة‏"‏‏.‏

أبو هاشم‏:‏ اسمه عمار بن عمارة‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قبيصة والد وهب

قبيصة والد وهب‏.‏ أورده العسكري في الصحابة، وروى عن حيان بن مخارق، عن وهب بن قبيصة، عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏العيافة والطرق والجبت من عمل الجاهلية‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قبيصة

قبيصة، غير منسوب‏.‏ أخرجه ابن منده وأبو نعيم وقالا‏:‏ قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فسأله‏:‏ روى عنه ابن عباس، يقال‏:‏ إنه الهلالي‏.‏

 أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أنبأنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أنبأنا أبو محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، حدثنا هلال بن المعلي، حدثنا ابي، حدثنا هلال بن عمر حدثنا الخليل بن مرة، حدثنا محمد بن الفضل، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال‏:‏ ‏"‏جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من أخواله يقال له ‏"‏قبيصة‏"‏ فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه ورحب به، وقال‏:‏ ‏"‏يا قبيصة، جئت حيث كبرت سنك ورق عظمك، واقترب أجلك‏"‏?‏!‏ قال‏:‏ يا رسول الله، جئتك وما كدت أن أجيئك، كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وافتقرت وهنت على الناس، فجئتك تعلمني شيئاً ينفعني الله به في الدنيا والآخرة ولا تكثر علي، فإني شيخ نسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كيف قلت يا قبيصة‏"‏? فأعادهن عليه، فقال‏:‏ والذي بعثني بالحق ما كان حولك من حجر ولا شجر ولا مدر إلا بكى لقولك‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏يا قبيصة، إذا أصبحت وصليت الفجر فقل‏:‏ سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أربعاً، يعطك الله بهن أربعاً لدنياك وأربعاً لآخرتك، فأما الأربع لدنياك‏:‏ فأن تعافي من الجنون، والجذام، والبرص، والفالج، وأما الأربع لآخرتك، فقل‏:‏ اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك، وانشر علي من رحمتك، وأنزل علي من بركاتك‏"‏‏.‏

رواه نافع بن عبد الله أبو هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس قال‏:‏ قدم قبيصة بن مخارق الهلالي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره‏.‏

يقال أبو نعيم‏:‏ ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- وجعله ترجمة وروى له أبو نعيم حديث نافع بن عبد الله، وسماه قبيصة بن مخارق، وفي الإسناد الذي ذكرناه لهذا الحديث ما يدل على أنه هلالي لأن ابن عباس روى عنه عطاء فقال‏:‏ جاء رجل من أخواله- يعني أخوال ابن عباس، يعني هلال بن عامر- لأن أم ابن عباس هلالية، وهذا يؤيده قول أبي نعيم أنه قبيصة بن المخارق، فعلى هذا يكون هذا وقبيصة بن المخارق وقبيصة البجلي واحداً، والله تعالى أعلم‏.‏

باب القاف والتاء

قتادة الأسدي

قتادة الأسدي‏.‏ روى محمد بن اسحاق، عن أبان بن صالح، عن قتادة الأسدي- أسد بني خزيمة- قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، عندي ناقة أهديها? قال‏:‏ لا تجعلها والها‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قتادة بن الأعور التميمي

قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة التميمي، والد الجون بن قتادة‏.‏

ذكره البغوي في الوحدان، وقال‏:‏ قال محمد بن سعد‏:‏ صحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل الوفد، وكتب له كتاباً بالشبكة- موضع بالدهناء- وقال‏:‏ لا أعلم له حديثاً‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قتادة بن الأنصاري

قتادة الأنصاري أخو عرفطة‏.‏ ذكرناه في ترجمة أخيه‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

قتادة بن أوفى

قتادة بن أوفى- وقيل‏:‏ قتادة بن أبي أوفى‏.‏

ذكره محمد بن سعد في الصحابة وقال‏:‏ هو قتادة بن أوفى بن موالة بن عتبة بن ملادس بن قتادة بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي العبشمي، وهو والد إياس بن قتادة‏.‏

ولا يعرف أن قتادة أسند شيئاً، وابنه إياس الذي حمل الديات بعد موت يزيد بن معاوية لما اقتتلت تميم والأزد بالبصرة، وقتلت تميم مسعود بن عمرو سيد الأزد، فوداه عشر ديات، وهو ابن أخت الأحنف بن قيس، وهو القائل‏:‏

فلو أسقيتهم عسلاً مصفـى ** بماء المزن أو ماء الفرات

لقالوا‏:‏ إنه مـلـح أجـاج ** أراد به لنا إحدى الهنـات

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى‏.‏

قتادة بن عياش

قتادة بن عياش، أبو هشام الجرشي، وقيل‏:‏ الرهاوي‏.‏

روى عنه ابنه هشام‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عقد له على قومه، أخذت بيده فودعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏جعل الله التقوى زادك، وغفر لك ذنبك، ووجهك بالخير حيثما تكون‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قتادة بن قيس الصدفي

قتادة بن قيس بن حبشي الصدفي‏.‏ له صحبة، شهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية، وذكروا له بمصر خطة‏.‏ قاله أبو سعيد بن يونس‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

قتادة الليثي

 قتادة الليثي أبو عمير‏.‏ روى الأوزاعي عن عبد الله بن عمير الليثي عن أبيه، عن جده قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة المكتوبة‏.‏

قال ابن شاهين‏:‏ جده قتادة الليثي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، كذا ذكره‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ وجد عبد الله بن عبيد هو‏:‏ عمير بن قتادة، والحديث به أشبه‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قتادة بن ملحان

قتادة بن ملحان القيسي، من بني قيس بن ثعلبة‏.‏ مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وجهه‏.‏

أنبأنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال‏:‏ حدثنا محمد بن بشار، حدثنا إسحاق بن إدريس، حدثنا همام، حدثنا أنس بن سيرين، حدثنا عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي، عن أبيه‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر أيام الليالي البيض، ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، وأنهن كهيئة صيام الدهر‏.‏

ورواه شعبة، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن منهال- أو‏:‏ ملحان- والصواب‏:‏ ملحان‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قتادة بن النعمان الأنصاري

قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الظفري، يكنى أبا عمرو، وقيل‏:‏ أبو عمر، وقيل‏:‏ أبو عبد الله‏.‏ وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه‏.‏

شهد العقبة، وبدراً وأحداً، والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأصيبت عينه، يوم بدر، وقيل‏:‏ يوم أحد، وقيل‏:‏ يوم الخندق‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ أصح- والله أعلم- أن عين قتادة أصيبت يوم أحد، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أحسن عينيه‏.‏

أنبأنا أبو الربيع سليمان بن أبي البركات محمد بن محمد بن خميس العدل، أنبأنا أبي، حدثنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، أنبأنا ابن المرجي، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو عبد الرحمن الأزرقي، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد، عن جده قال‏:‏ أصيبت عين أبي يوم أحد، فبزق فيها النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت أحسن عينيه‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا أبو يعلى، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن قتادة بن النعمان‏:‏ أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ فدعا به، فغمز حدقته براحته، فكان لا يدري أي عينيه أصيبت‏.‏

وأنبأنا أبو جعفر بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بكير، عن محمد بن اسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال‏:‏ أصيبت عين قتادة يوم أحد، حتى وقعت على وجنته، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت أحسن عينيه‏.‏

وروى الأصمعي، عن أبي معشر المدني قال‏:‏ وفد أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بديون أهل المدينة إلى عمر بن عبد العزيز رجلاً من ولد قتادة بن النعمان، فلما قدم عليه قال‏:‏ ممن الرجل فقال‏:‏

أنا ابن الذي سالت على الخد عينـه ** فردت بكف المصطفى أحسن الرد

فعادت كما كانـت لأول أمـرهـا ** فيا حسن ما عين ويا حسن مـا رد

فقال عمر بن عبد العزيز‏:‏

تلك المكارم لا قعبان من لبن ** شيباً بماء فعادا بعد أبـوالاً

وكان قتادة من فضلاء الصحابة، وكانت معه راية بني ظفر يوم الفتح‏.‏

وروى أبو سلمة، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة لصلاة العشاء، وهاجت الظلمة والسماء، وبرقت برقة، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قتادة بن النعمان، فقال‏:‏ قتادة? قال‏:‏ نعم، يا رسول الله، علمت أن شاهد الصلاة الليلة قليل، فأحببت أن أشهدها‏.‏ فقال له‏:‏ ‏"‏إذا انصرفت فأتني‏"‏ فلما انصرف أعطاه عرجوناً، فقال‏:‏ ‏"‏خذ هذا يضيء أمامك عشراً، وخلفك عشراً‏"‏‏.‏

وقتادة هذا هو جد عاصم بن عمر بن قتادة، المحدث النسابة، أكثر محمد بن إسحاق الرواية عنه‏.‏

روى قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ روى عنه أبو سعيد الخدري، وغيره‏.‏

 أنبأنا إسماعيل بن علي بن عبيد وإبراهيم بن محمد بن مهران وغيرهما، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال‏:‏ حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن النعمان‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا أحب الله العبد حماه الدنيا، كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء‏"‏‏.‏

وتوفي قتادة بن النعمان سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن خمس وستين سنة‏.‏ وصلى عليه عمر بن الخطاب، ونزل في قبره أبو سعيد الخدري، ومحمد بن مسلمة‏.‏

أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا نعيم قال‏:‏ ‏"‏سقطت حدقتاه، فردهما رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ وهذا لا يصح، إنما سقطت إحدى عينيه، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ذكرنا، والله أعلم‏.‏

قتادة والد يزيد

قتادة والد يزيد‏.‏ روى حماد بن زيد، عن أيوب عن أبي قلابة، عن أبي بلال المزني‏:‏ أن يزيد بن قتادة حدث أن أباه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً فمات، فأحرزت ميراثه، وكان نخلاً، ثم إن أختي أسلمت، فخاصمتني في الميراث إلى عثمان، فحدثه عبد الله بن الأرقم أن عمر قضى أن من أسلم على ميراث قبل أن يقسم فله نصيبه‏.‏ فشاركتني‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

باب القاف والثاء والدال

قثم بن العباس

قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم سول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، وكانت أول امرأة أسلمت بمكة بعد خديجة رضي الله عنهما، قاله الكلبي‏.‏

قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب‏:‏ كنت أنا، وعبيد الله، وقثم ابنا العباس نلعب، فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابة، فقال‏:‏ ‏"‏ارفعوا هذا الصبي إليّ‏"‏ فجعلني أمامه، وقال لقثم‏:‏ ‏"‏ارفعوه إليّ‏"‏ فحمله وراءه‏.‏ وكان عبيد الله أحب إلى العباس من قثم، فما استحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمه أن حمل قثم وتركه‏.‏

وروى زهير، عن أبي إسحاق قال‏:‏ قيل لقثم بن العباس‏:‏ كيف ورث عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دونكم? فقال‏:‏ ‏"‏إنه كان أولنا لحوقاً، وأشدنا لزوقاً‏"‏‏.‏

قيل‏:‏ إن عبد الرحمن بن خالد هو الذي سأل قثم عن هذا، فقال له‏:‏ ما شأن علي، كان له من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة لم تكن للعباس?‏!‏ فأجابه بهذا‏.‏

وكان قثم آخر الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان آخر من خرج من قبره ممن نزل فيه، قاله علي وابن عباس‏.‏

أنبأنا أبو ياسر بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد‏:‏ حدثني ابي، حدثنا يعقوب، حدثنا ابي، عن ابن اسحاق، حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن مقسم مولى عبد الله بن الحارث عن مولاه عبد الله بن الحارث قال‏:‏ اعتمرت مع علي بن أبي طالب زمن عمر، فلما فرغ من عمرته، أتاه نفر من أهل العراق، فقالوا‏:‏ يا أبا الحسن، جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه‏.‏ قال‏:‏ أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان آخر الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم? قالوا‏:‏ أجل، عن ذلك جئناك نسألك‏.‏ قال‏:‏ آخر الناس عهداً به قثم بن العباس‏.‏

ولما ولي علي بن أبي طالب الخلافة استعمل قثم بن العباس على مكة فلم يزل عليها حتى قتل علي قاله خليفة‏.‏

وقال الزبير‏:‏ استعمله عليّ على المدينة‏.‏

ثم إن قثم سار أيام معاوية إلى سمرقند مع سعيد بن عثمان بن عفان، فمات بها شهيداً‏.‏

وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنبأنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم قال‏:‏ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل بن علية، عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم، وهو في منزله، فاسترجع، وأناخ عن الطريق فصلى ركعتين، فأطال فيهما الجلوس، ثم قام إلى راحلته وهو يقرأ‏.‏‏.‏‏"‏واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين‏"‏‏.‏ ولم يعقب قثم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عيينة‏:‏ بالياء تحتها نقطتان، مكررة، ونون‏.‏

قدامة بن حنظلة

قدامة بن حنظلة الثقفي‏.‏ يعد في أهل حمص‏.‏ روى عنه غضيف بن الحارث أنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتفع النهار وذهب كل أحد، وانقلب الناس خرج إلى المسجد، فركع ركعتين، أو أربعة، ثم انتظر هل يرى أحداً، ثم ينصرف‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

قدامة بن عبد الله العامري

قدامة بن عبد الله بن عمار بن معاوية، من بني نفيل بن عمرو بن كلاب العامري، ثم الكلابي، من بني كلاب بن أبي ربيعة بن عامر بن صعصعة، يكنى أبا عبد الله‏.‏

أسلم قديماً، وسكن مكة ولم يهاجر، وشهد حجة الوداع وأقام بركية في البدو من بلاد نجد، وسكنها‏.‏

أخبرنا غير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى‏:‏ حدثنا أحمد بن المنيع، حدثنا مروان بن معاوية، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار على ناقته، لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك‏.‏

وروى عرزب بن إبراهيم الثقفي، عن حميد بن كلاب، عن قدامة الكلابي قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة، وعليه حلة حبرة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قدامة بن مالك

قدامة بن مالك بن خارجة بن عمرو بن مالك بن زيد بن مرة من ولد سعد العشيرة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر‏.‏ ويقال‏:‏ إن الذي كان بمصر‏:‏ مالك بن قدامة بن مالك، قاله أبو سعيد بن يونس‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

قدامة بن مظعون

قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي، يكنى أبا عمرو، وقيل‏:‏ أبو عمر‏:‏ أبو عمر‏.‏ وهو أخو عثمان بن مظعون، وخال حفصة وعبد الله ابني عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم أجمعين، وكان تحته صفية بنت الخطاب‏.‏

وهو من السابقين إلى الإسلام هاجر إلى الحبشة مع أخويه عثمان وعبد الله ابني مظعون، وشهد بدراً، وأحداً، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قاله عروة، وابن شهاب، وموسى، وابن إسحاق‏.‏

قال ابن عمر‏:‏ توفي خالي عثمان بن مظعون، فأوصى إلى أخيه قدامة، فزوجني بنت أخيه عثمان ودخل المغيرة بن شعبة على أمها، فأرغبها في المال، ورأى الجارية مع رأي أمها، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل قدامة فقال‏:‏ يا رسول الله، بنت أخي، ولم آل أختار لها فقال‏:‏ ‏"‏ألحقها بهواها، فإنها أحق بنفسها‏"‏، فانتزعها مني، وزوجها المغيرة بن شعبة‏.‏

واستعمل عمر بن الخطاب قدامة بن مظعون على البحرين، فقدم الجارود العبدي من البحرين على عمر بن الخطاب فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين، إن قدامة شرب فسكر، وإني رأيت حداً من حدود الله حقاً علي أن أرفعه إليك‏.‏ قال عمر‏:‏ من شهد معك قال‏:‏ أبو هريرة‏.‏ فدعا أبو هريرة فقال‏:‏ بم تشهد? فقال‏:‏ لم أره يشرب، ولكني رأيته سكران يقيء‏.‏ فقال عمر‏:‏ لقد تنطعت في الشهادة‏.‏ ثم كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين‏.‏ فقدم، فقال الجارود لعمر‏:‏ اقم على هذا كتاب الله‏.‏ فقال عمر‏:‏ أخصم أنت أم شهيد? فقال‏:‏ شهيد‏.‏ قال‏:‏ قد أديت شهادتك‏!‏ فسكت الجارود، ثم غدا على عمر فقال‏:‏ أقم على هذا حد الله عز وجل‏.‏ فقال عمر‏:‏ لتمسكن لسانك أو لأسوءنك‏.‏ فقال‏:‏ يا عمر‏:‏ والله ما ذلك بالحق، يشرب ابن عمك الخمر وتسوءني‏.‏ فقال‏:‏ أبو هريرة‏:‏ إن كنت تشك في شهادتنا، فأرسل إلى ابنة الوليد- امرأة قدامة- فسلها‏.‏ فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها، فأقامت الشهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة‏:‏ إني حادك‏.‏ قال‏:‏ لو شربت، كما يقولون، ما كان لكم أن تحدثوني، فقال عمر‏.‏ لم? قال قدامة‏:‏ قال الله عز وجل‏:‏ ‏"‏ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات‏"‏، فقال عمر‏:‏ أخطأت التأويل، لو اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله، ثم أقبل عمر على الناس فقال‏:‏ ما ترون في حد قدامة? فقال القوم‏:‏ لا نرى أن تجلده ما كان مريضاً فسكت على ذلك أياماً ثم اصبح يوماً- وقد عزم على جلده، فقال لأصحابه ما ترون في جلد قدامة? فقالوا لا نرى أن تجلده ما كان مريضاً فقال عمر‏:‏ لأن يلقى الله تحت السياط أحب إليّ من أن ألقاه وهو في عنقي، ائتوني بسوط، تام‏.‏ فأمر عمر بقدامة فجلد، فغاضب عمر وهجره، فحج عمر وقدامة معه مغاضباً له، فلما قفلا من حجهما ونزل عمر بالسقيا نام، فلما استيقظ من نومه قال‏:‏ عجلوا علي بقدامة، فوالله لقد آتاني آت في منامي فقال‏:‏ سالم قدامة، فإنه أخوك، فعجلوا علي به‏.‏ فلما أتوه أبى أن يأتي، فأمر به عمر إن أبى أن يجروه إليه، فكلمه عمر، واستغفر له، فكان ذلك أول صلحهما‏.‏

روى ابن جريج، عن أيوب السختياني قال‏:‏ لم يحد أحد من أهل بدر في الخمر إلا قدامة بن مظعون‏.‏

وتوفي قدامة سنة ست وثلاثين، وهو ابن ثمان وستين سنة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

 قلت‏:‏ قد حد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيمان في الخمر، وهو بدري، وهو مذكور في بابه، فلا حجة في قول أيوب، والله تعالى أعلم‏.‏

قدامة بن ملحان

قدامة بن ملحان الجمحي، والد عبد الملك‏.‏

أورده أبو مسعود وروى بإسناده عن عبد الله بن رجاء، عن عبد الملك بن قدامة، عن أبيه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم عام فتح مكة، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال‏:‏ ‏"‏أيها الناس، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها‏.‏‏.‏‏"‏ الحديث‏.‏

أنبأنا يعيش بن صدقة بن علي الفقيه بإسناده إلى أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب قال‏:‏ أنبأنا محمد بن معمر، حدثنا حبان، حدثنا همام، حدثنا أنس بن سيرين، حدثني عبد الملك بن قدامة بن ملحان، عن أبيه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصوم أيام الليالي الغر البيض، ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة‏.‏

أخرجه أبو موسى، وذكر أنه جمحي، واستدركه على ابن منده، وقد أخرجه ابن منده في قتادة بن ملحان، وجعله قيسياً، والله أعلم‏.‏

قدامة

قدامة‏.‏ ذكره ابن شاهين مفرداً عن غيره، وروى عن عرزب بن إبراهيم الثقفي، عن حميد بن كلاب قال‏:‏ حدثنا عمي قدامة قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه حلة حبرة‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

قلت‏:‏ وهذا قدامة هو‏:‏ قدامة بن عبد الله الثقفي الكلابي، وقد أخرجه ابن منده، وأخرج هذا الحديث، فقال‏:‏ من عمي قدامة بن عبد الله بن عمار، ونسبه هكذا فلا أدري كيف خفي هذا على الحافظ أبي موسى مع علمه وضبطه وإتقانه‏.‏ وغاية ما عمل ابن شاهين أنه لم ينسبه، فلا يكون غيره مع هذه الشواهد أنه هو، والله أعلم‏.‏

قدد بن عمار السلمي

قدد بن عمار السلمي‏.‏ وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، أورده ابن شاهين هكذا، وقال بإسناده عن علي بن محمد المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان- ورجال المدايني قالوا‏:‏ ثم قدم بنو سليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقايد عام الفتح، وهم سبعمائة، ويقال‏:‏ ألف، فقال الناس‏:‏ ما جاءوا إلا للغنائم‏!‏ وفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً قد كان قدم عليه، فقال، ‏"‏ما فعل الغلام الحسان الطليق اللسان، الصادق الإيمان‏"‏ قالوا‏:‏ ذاك قدد بن عمار، توفي‏:‏ فترجم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقد كان قد وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه وعاهده أن يأتيه بألف من بني سليم، وأتى قومه وأخبرهم الخبر، فخرج في تسعمائة، وخلف في الحي مائة، وأقبل بهم يريد النبي صلى الله عليه وسلم فنزل به الموت، فأوصى إلى ثلاثة رهط‏.‏ من قومه‏:‏ إلى عباس بن مرداس، وأمره على ثلاثمائة، وإلى الأخنس بن يزيد وأمره على ثلاثمائة، وإلى حبان بن الحكم وأمره على ثلاثمائة، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ‏"‏أين الغلام‏"‏، وذكره، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أين تكملة الألف‏"‏? تخلف غفي الحي مائة رجل‏.‏ فأمرهم أن يبعثوا يحضرون المائة، فأحضروهم، وعليهم المقنع بن مالك بن أمية، وله يقول عباس بن مرداس‏:‏

القائد المائة التى وفى بها ** تسع المئين فتم ألفاً أقرعا

أخرجه أبو موسى‏.‏

قداد بن الحدرجان

قداد بن الحدرجان بن مالك اليماني‏.‏ ذكرناه في ترجمة أخيه جزء بن الحدرجان‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

باب القاف والراء

قردة بن نفاثة السلولي

قردة بن نفاثة بن عمرو بن ثوابة بن عبد الله بن تميمة السلولي، وهذه النسبة لولد مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، ومرة أخو عامر بن صعصعة، نسب ولد مرة إلى أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة‏.‏

وكان شاعراً، وطال عمره حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة من بني سلول فأمره عليهم بعد أن أسلم وأسلموا، فأنشأ يقول‏:‏

بان الشباب فلم أحفل بـه بـالا ** وأقبل الشيب والإسلام إقـبـالاً

وقد أروي نديمي من مشعشـعة ** وقد أقلـب أوراكـاً وأكـفـالاً

فالحمد لله إذ لم يأتنـي أجـلـي ** حتى اكتسيت من الإسلام سربالاً

وقيل‏:‏ إن هذا البيت‏:‏ ‏"‏فالحمد لله‏.‏‏.‏‏"‏ قاله لبيد، ولم يقل في الإسلام غيره، قاله أبو عبيدة، وقال قردة أيضاً‏:‏

أصبحت شيخاً أرى الشخصين أربعة ** والشخص شخصين لما مسني الكبر

لا أسمع الصوت حتى أستـدير لـه ** وحال بالسمع دوني المنظر العسر

وكنت أمشي على الساقين معتـدلاً ** فصرت أمشي على ما تنبت الشجر

إذا أقوم عجنت الأرض مـتـكـئاً ** على البراجم حتى يذهب النـفـر

أخرجه أبو عمر وأبو موسى، وقال أبو موسى‏:‏ كذا أورده أبو الفتح الأزدي وابن شاهين، وهو تصحيف، وإنما هو فروة بالفاء، وقد تقدم ذكره‏.‏

قرط بن جرير الأزدي

قرط بن جرير الأزدي جد جرير بن عبد الحميد الأزدي‏.‏

روى محمد بن قدامة قال‏:‏ حدثنا جرير بن عبد الحميد، حدثني أبي، عن أبيه عبد الله بن قرط، عن جده قرط بن جرير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم بارك لأمتي في بكورها‏"‏ وبهذا الإسناد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يشكر الله من لم يشكر الناس‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قرط بن ربيعة

قرط بن ربيعة‏.‏ ذكره القاضي أبو أحمد بن العسال‏.‏ روى قدامة بن عائذ بن قرط، عن أبيه، عن جده قرط بن ربيعة وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت‏:‏ صفه لي‏.‏ قال‏:‏ رأيته مفلج الثنايا‏.‏ وأقطعه بحضرموت‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قرظة بن كعب

قرظة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن الإطنابة‏.‏ الأنصاري الخزرجي، قاله أبو عمر‏.‏

وقال أبو نعيم‏:‏ قرظة بن كعب بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج‏.‏

ونسبه هكذا ابن الكلبي أيضاً‏.‏

وأمه‏:‏ جندبة بنت ثابت بن سنان، وأخوه لأمه عبد الله بن أنيس‏.‏

وشهد قرظة أحداً وما بعدها من المشاهد، وهو أحد العشيرة الذين وجههم عمر مع عمار بن ياسر إلى الكوفة من الأنصار‏.‏ وكان فاضلاً، وفتح الري سنة ثلاث وعشرين في خلافة عمر وولاه علي الكوفة لما سار إلى الجمل، فلما خرج إلى صفين أخذه معه، وجعل على الكوفة أبا مسعود البدري‏.‏

روى زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد قال‏:‏ دخلت على أبي مسعود وقرظة بن كعب وثابت بن يويد، وهم في عرس لهم، وجوار يتغنين، فقلت‏:‏ أتسمعون هذا وأنتم أصحاب محمد?? فقالوا‏:‏ إنه قد رخص لنا في الغناء في العرس، والبكاء على الميت من غير نوح‏.‏

وشهد قرظة مع علي مشاهده، وتوفي في خلافته في داره بالكوفة، وصلى عليه علي، بل توفي في إمارة المغيرة بن شعبة على الكوفة، أول أيام معاوية‏.‏ والأول أصح، وهو أول من نيح عليه بالكوفة، قاله علي بن ربيعة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قرة بن إياس

قرة بن إياس بن هلال بن رياب بن عبيد بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن عمرو المزني، وهو جد إياس بن معاوية بن قرة قاضي البصرة الموصوف بالذكاء‏.‏ وكان قرة يسكن البصرة‏.‏

روى شعبة، عن أبي إياس معاوية بن قرة قال‏:‏ جاء أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام صغير، فمسح على رأسه واستغفر له- قال شعبة‏:‏ فقلت له‏:‏ أله صحبة? قال‏:‏ لا، ولكنه كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حلب وصر‏.‏

أخبرنا إبراهيم وغيره بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال‏:‏ حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة‏"‏‏.‏

وأنبأنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا قرة بن خالد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله، أرني الخاتم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أدخل يدك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأدخلت يدي في جربانه فجعلت ألمس وأنظر إلى الخاتم فإذا هو على نغض كتفه مثل البيضة، فما منعه ذلك أن يدعو لي، وإن يدي لفي جربانه‏.‏

وقال أبو عمر‏:‏ إن قرة هذا قتلته الأزارقة، وذلك أن عبد الرحمن بن عبيس بن كريز القرشي العبشمي، خرج أيام معاوية في نحو من عشرين ألفاً يقاتلون الأزارقة، ومعه أخوه مسلم بن عبيس، وهما ابنا عم عبد الله بن عامر بن كريز، وكان في العسكر قرة بن إياس المزني وابنه معاوية، فقتل قرة ذلك اليوم، وقتل معاوية يومئذ قاتل أبيه‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قرة بن حصين

قرة بن حصين بن فضالة بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض العبسي‏.‏

 وهو أحد التسعة العبسيين الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا، وكان قيس بن زهير العبسي صاحب حرب ‏"‏داحس والغبراء‏"‏ عم فضالة جد قرة‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

قرة بن دعموص

قرة بن دعموص بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن قريع بن الحارث بن نمير النميري، من بني نمير بن عامر بن صعصعة‏.‏

بصري، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نفر من قومه، منهم‏:‏ قيس بن عاصم وغيره‏.‏

قال جرير بن حازم‏:‏ رأيت في مجلس أيوب أعرابياً عليه جبة صوف، فلما رأى القوم يتحدثون قال‏:‏ حدثني مولاي قرة بن دعموص قال‏:‏ أتيت المدينة فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قاعداً وأصحابه حوله، فأردت أن أدنو منه فلم أستطع، فقلت‏:‏ يا رسول الله استغفر للغلام النميري‏!‏ فقال‏:‏ ‏"‏غفر الله لك‏"‏- قال‏:‏ وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحاك بن قيس ساعياً‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

أخرجه الثلاثة قريع‏:‏ بضم القاف، وفتح الراء، وبالباء تحتها نقطتان‏.‏

قرة بن عقبة

قرة بن عقبة بن قرة الأنصاري الأشهلي، قاله أبو عمر‏.‏

وقال أبو موسى‏:‏ حليف بني عبد الأشهل، وقالا‏:‏ قتل يوم أحد شهيداً‏.‏

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى مختصراً‏.‏

قرة بن هبيرة

قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري‏.‏

وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد وجوه الوفود‏.‏

روى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي سعيد- شيخ بالساحل- عن قرة بن هبيرة‏:‏ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إنه كان لنا أرباب وربات‏.‏‏.‏ الحديث أنبأنا به أبو محمد القاسم بن علي بن عساكر كتابه أنبأنا أبي، أنبأنا ابن السمرقندي، أنبأنا ابن النقور، حدثنا عيسى بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثني إبراهيم بن هانئ، حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير- واللفظ ليحيى- حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن نشيط‏:‏ أن قرة بن هبيرة العامري قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان في حجة الوداع نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على ناقة قصيرة، فقال‏:‏ ‏"‏يا قرة‏"‏‏.‏ فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏كيف قلت حين أتيتني‏"‏? قال قلت‏:‏ يا رسول الله، كنا لنا أرباب وربات من دون الله تعالى، ندعوهم فلم يجيبونا، ونسألهم فلم يعطونا، فلما بعثك الله بالحق أتيناك وتركناهم وأحببناك‏.‏ فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أفلح من رزق لباً‏"‏ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى البحرين وهو معه حميل، وكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبين كان يلبسهما‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ قرة هذا جد الصمة القشيري الشاعر‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قريط بن أبي رمثة

قريط بن أبي رمثة من بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم‏.‏

هاجر مع أبيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخلوا عليه نظر إلى أبي رمثة ومعه ابنه قريط، فقال‏:‏ ‏"‏هذا ابنك‏"‏? قال‏:‏ أشهد به‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه‏"‏، ودعا بقريط، فأجلسه على فخذه، ودعا له بالبركة، ومسح على رأسه‏.‏

وهو أبو لاهز بن قريط أحد الرؤساء الذين كانوا مع أبي مسلم، وحديث أبي رمثة مع ابنه مشهور، غير أنه قلما يسمى ابنه‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

باب القاف والزاي والسين والشين

قزعة بن كعب

قزعة بن كعب‏.‏ أورده عبدان في الصحابة، لم يزد‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

قس بن ساعدة

قس بن ساعدة الإيادي‏.‏ وهو مشهور أورده عبدان وابن شاهين، وحديثه لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم، كان قبل المبعث- إن ثبت- والله أعلم‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قسامة بن حنظلة

قسامة بن حنظلة الطائي‏.‏ قدم على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ له ذكر في حديث طلحة بن عبيد الله‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً‏.‏